«ما كنتُ يوما خائنا» قصيدة للشاعر مجدي أحمد

صورة موضوعية
صورة موضوعية

ستون عاما

والهموم على الفؤاد

تحطُّ حينا..

ثم حينا تعبُرُ.

تنتابني- رُغم احتضار الحُلم - بعضٌ من وساوسَ

ليتني أتصوَّرُ!

أنا لم أكن يوما خئونا

أو كذوبا..

أو عميلا يؤجَرُ.

أنا لم أزرْ سوق النخاسة مطلقًا..

كلا ولا زار الفؤادَ تغَيُّرُ .

أنا ما جبُنتُ.. ولا هربتُ..

ولا بردتْ دمائي في العروقِ.. ولم يقلْ أحدٌ..

رآني عند باب القصر

يوما سائلا..

أو مادحا يتحورُ!!

لكنني أخلصتُ قُربا.. وابتعادا..

والزمانُ يُكشِّرُ!!

ولكم صرختُ -العمرَ-

في وجه الطغاة الظالمين..

كيما يعود الطيرُ للأعشاش

للأفراخ..

ينعمُ بالصُّداح وبالحنينْ.

لكنما الأيامُ تلعب بالبشَرْ!

لهفي على الآمال..

تخنقها الخطايا. والرزايا..

وانتكاساتُ السنينْ!!

وأرى رجالَ الحقِّ..

في رَكب الدنايا سائرينْ..

من بعد ما

كانوا الهُداةَ الآمرين!!

لكنني.....

مازلتُ طودًا شامخا

مهما تعلَّقتِ الرياحُ بقمَّتي

لا أنحني..

مهما تعاورَتِ المعاولُ قلعتي

لا تنثني..

مهما تكالبتِ الذئابُ بروضتي

ستظلُّ تزهو بالثمار..

وبالعمار.. وبالعطاءِ..

بعطر زهر الياسمينْ!

خيلُ القتال تموتُ في الميدان شامخةَ الجبينْ.

والطيرُ ترفضُ أن تعيش بلا جناحْ ...!

والسيفُ لو خيَّرتَه..

يختارُ يُكسَر في الحروبْ..

لكنَّهُ.. لا يشتكينْ!!